الرئيسية
نافع بن أبي نُعيم.. قارئ المدينة
رغم أصله الأصفهاني، وسواد بشرته الحالك، ورغم نشأته في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كبار علماء التابعين،
إلا أن رئاسة الإقراء انتهت إليه في دار الهجرة، وأجمع الأئمة على تلقيها بالقبول، بعد أن أخذ القرآن بإسناد عال عن سبعين من التابعين.
أبو رويم، نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أحد القراء السبعة الكبار، المشتهرين بديار الإسلام كلها، ولد عام 70 هجرية،
وقرأ على يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي مولاهم،
ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
فأما أبو جعفر يزيد بن القعقاع فقرأ على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وحبر الأمة عبد الله ابن عباس وأبي هريرة.
وقرأ الأعرج على ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش المخزومي. وقرأ مسلم وشيبة وابن رومان على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
وسمع شيبة القراءة أيضا من عمر بن الخطاب.
وقرأ صالح بن خوات على أبي هريرة. وقرأ ابن شهاب الزهري على سعيد بن المسيب، وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة.
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعبدالله ابن عياش بن أبي ربيعة على أُبي بن كعب. وقرأ عبدالله بن عباس أيضا على زيد بن ثابت.
وقرأ أُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم.
من خصائص قراءة الإمام نافع، همز كلمة النبي والنبيين والنبيون والأنبياء والنبوة، في جميع القرآن، فيقرأها: (النبيء، النبيئين، النبيئون، الأنبئاء، النبوءة).
وكذلك قرأ بالهمز لفظة ميكال، في قوله تعالى “من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال” (ميكائل).
ومن خصائصه ترك الهمز في لفظة الصابئين والصابئون حيث وردت في جميع القرآن، فيلفظها (الصابين، الصابون).
واختص كذلك بإثبات ألف لفظة “أنا” وصلا، مع مدها مدا مشبعا، متى جاء بعدها همزة، مفتوحة أو مضمومة، مثل: أنا أول المسلمين، أنا أحيي وأميت،
واختلف عنه إذا جاء بعدها همزة مكسورة على تفصيل في روايتيه.
للإمام نافع راويان: قالون، وورش، فالأول هو أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان، قارئ المدينة ونحويها، ربيب نافع (ابن زوجته) الذي فاز بعنايته ورعايته،
وهو الذي سماه قالون، لجود قراءته، إذ إن قالون كلمة رومية تعني “جيد”، ولد سنة 120 هجرية، وأخذ القراءة عن نافع مباشرة.
والثاني هو عثمان بن سعيد القبطي المصري، ولد سنة 110 هجرية، ورحل إلى المدينة ليتتلمذ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في سنة 155
ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد، وقد لقبه أستاذه نافع بالورشان
لأنه مع شدة بياضه، وقصر قامته كان يلبس ثيابا قصارا، تبدو منها ساقاه، فكأنه يشبه الطائر، والورشان طائر، ثم خففت إلى ورش.
قال الإمام الشاطبي في حرزه: فأما الكريم السر في الطيب نافع.. فذالك الذي اختار المدينة منزلا.. وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم.. بصحبته المجد الرفيع تأثلا.
ومن معالم رواية قالون: إثبات البسملة بين كل سورتين، إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه، القطع، السكت، الوصل، والثلاثة من غير البسملة.
قصر المد المنفصل وتوسطه أربع حركات. إدغام الذال في التاء في اتخذتم وشبيهاتها.
ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وذلك بخلف عنه فله أن يقرأ بترك الصلة.
تقليل لفظ ألف التوراة بخلف عنه في جميع القرآن، ولا إمالة له إلا في هذه لفظة (هار) في ( شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) في سورة التوبة.
ومن معالم رواية ورش: له بين كل سورتين ثلاثة أوجه: البسملة، السكت، الوصل، والوجهان بلا بسملة
وله بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه: القطع، السكت، الوصل، والثلاثة من غير البسملة، مثل قالون. يقرأ بإشباع المدين المتصل والمنفصل، بقدر ست حركات.
له في البدل القصر والتوسط والإشباع، وله في اللين التوسط والمد المشبع. وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره.
يرقق الراء المفتوحة، نحو خيرا ، والمضمومة خيرٌ بشروط. يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد حرف الظاء والطاء والصاد المفتوحتان أو الساكنان
نحو الصلاة، بطل، مطلع، ظلم، وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ).
تنتشر قراءة نافع في شمال إفريقيا، حيث يقرأ أهل ليبيا وتونس والجزائر برواية قالون، ويقرأ أهل المغرب برواية ورش
وبذلك يكون نافع هو الإمام الوحيد من القراء العشرة الذي تُقرأ روايتيه شعبيا وجماهيريا وليس فقط على مستوى المتخصصين والمشايخ.
قال الإمام مالك: قراءة أهل المدينة سنة، فقيل له تعني قراءة نافع؟ قال نعم
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة..
عام 199 هجرية توفي نافع بن أبي نعيم، بعد أن أخذ عنه القراءة طوائف فوق الحصر.
رغم أصله الأصفهاني، وسواد بشرته الحالك، ورغم نشأته في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كبار علماء التابعين،
إلا أن رئاسة الإقراء انتهت إليه في دار الهجرة، وأجمع الأئمة على تلقيها بالقبول، بعد أن أخذ القرآن بإسناد عال عن سبعين من التابعين.
أبو رويم، نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أحد القراء السبعة الكبار، المشتهرين بديار الإسلام كلها، ولد عام 70 هجرية،
وقرأ على يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي مولاهم،
ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
فأما أبو جعفر يزيد بن القعقاع فقرأ على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وحبر الأمة عبد الله ابن عباس وأبي هريرة.
وقرأ الأعرج على ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش المخزومي. وقرأ مسلم وشيبة وابن رومان على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
وسمع شيبة القراءة أيضا من عمر بن الخطاب.
وقرأ صالح بن خوات على أبي هريرة. وقرأ ابن شهاب الزهري على سعيد بن المسيب، وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة.
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعبدالله ابن عياش بن أبي ربيعة على أُبي بن كعب. وقرأ عبدالله بن عباس أيضا على زيد بن ثابت.
وقرأ أُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم.
من خصائص قراءة الإمام نافع، همز كلمة النبي والنبيين والنبيون والأنبياء والنبوة، في جميع القرآن، فيقرأها: (النبيء، النبيئين، النبيئون، الأنبئاء، النبوءة).
وكذلك قرأ بالهمز لفظة ميكال، في قوله تعالى “من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال” (ميكائل).
ومن خصائصه ترك الهمز في لفظة الصابئين والصابئون حيث وردت في جميع القرآن، فيلفظها (الصابين، الصابون).
واختص كذلك بإثبات ألف لفظة “أنا” وصلا، مع مدها مدا مشبعا، متى جاء بعدها همزة، مفتوحة أو مضمومة، مثل: أنا أول المسلمين، أنا أحيي وأميت،
واختلف عنه إذا جاء بعدها همزة مكسورة على تفصيل في روايتيه.
للإمام نافع راويان: قالون، وورش، فالأول هو أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان، قارئ المدينة ونحويها، ربيب نافع (ابن زوجته) الذي فاز بعنايته ورعايته،
وهو الذي سماه قالون، لجود قراءته، إذ إن قالون كلمة رومية تعني “جيد”، ولد سنة 120 هجرية، وأخذ القراءة عن نافع مباشرة.
والثاني هو عثمان بن سعيد القبطي المصري، ولد سنة 110 هجرية، ورحل إلى المدينة ليتتلمذ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في سنة 155
ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد، وقد لقبه أستاذه نافع بالورشان
لأنه مع شدة بياضه، وقصر قامته كان يلبس ثيابا قصارا، تبدو منها ساقاه، فكأنه يشبه الطائر، والورشان طائر، ثم خففت إلى ورش.
قال الإمام الشاطبي في حرزه: فأما الكريم السر في الطيب نافع.. فذالك الذي اختار المدينة منزلا.. وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم.. بصحبته المجد الرفيع تأثلا.
ومن معالم رواية قالون: إثبات البسملة بين كل سورتين، إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه، القطع، السكت، الوصل، والثلاثة من غير البسملة.
قصر المد المنفصل وتوسطه أربع حركات. إدغام الذال في التاء في اتخذتم وشبيهاتها.
ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وذلك بخلف عنه فله أن يقرأ بترك الصلة.
تقليل لفظ ألف التوراة بخلف عنه في جميع القرآن، ولا إمالة له إلا في هذه لفظة (هار) في ( شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) في سورة التوبة.
ومن معالم رواية ورش: له بين كل سورتين ثلاثة أوجه: البسملة، السكت، الوصل، والوجهان بلا بسملة
وله بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه: القطع، السكت، الوصل، والثلاثة من غير البسملة، مثل قالون. يقرأ بإشباع المدين المتصل والمنفصل، بقدر ست حركات.
له في البدل القصر والتوسط والإشباع، وله في اللين التوسط والمد المشبع. وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره.
يرقق الراء المفتوحة، نحو خيرا ، والمضمومة خيرٌ بشروط. يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد حرف الظاء والطاء والصاد المفتوحتان أو الساكنان
نحو الصلاة، بطل، مطلع، ظلم، وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ).
تنتشر قراءة نافع في شمال إفريقيا، حيث يقرأ أهل ليبيا وتونس والجزائر برواية قالون، ويقرأ أهل المغرب برواية ورش
وبذلك يكون نافع هو الإمام الوحيد من القراء العشرة الذي تُقرأ روايتيه شعبيا وجماهيريا وليس فقط على مستوى المتخصصين والمشايخ.
قال الإمام مالك: قراءة أهل المدينة سنة، فقيل له تعني قراءة نافع؟ قال نعم
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة..
عام 199 هجرية توفي نافع بن أبي نعيم، بعد أن أخذ عنه القراءة طوائف فوق الحصر.
